المسلات آلة الزمن عند القدماء المصريين وسر حساب الوقت
يؤكد الدكتور عبد الفتاح البنا، أستاذ الأثار بجامعة القاهرة، أن القدماء المصريين عرفوا التقويم الشمسي قبل آلاف السنوات، وأنهم قسموا العام إلى ثلاثة فصول.
في الحادي عشر من كل عام تهل أول أيام السنة الفرعونية الجديدة، حيث يدخل التوقيت عامه الـ 6261، بالتزامن مع 2019، أي أنه يسبق التقويم الميلادي بأكثر من 4242 عاما.
على عكس تقسيم الأيام في الوقت الراهن، قسمت السنة إلى 12 شهرا، وقسم الشهر إلى ثلاثة أسابيع، كل أسبوع 10 أيام.
"المسلات"... آلة الزمن عند القدماء المصريين وسر حساب الوقت
© Sputnik . SALMA KHATTAB
قبل 6261 عاما، تمكن المصري القديم من حساب الوقت والتاريخ، وقسم الفصول من خلال حركة النجوم ودوران الشمس، وهو ما يراه علماء الفلك بأنه كان طفرة كبيرة في هذا المجال.
برغم اعتماد التاريخ الميلادي الذي يوافق العام 2019، إلا أن بعض الخبراء يشيرون إلى أن التاريخ المصري يعود لما قبل التاريخ المعتمد وهو 6261، وأن هناك تاريخ أقدم منه لم يعتمد.
التقويم الشمسي
وأضاف في تصريحات خاصة إلى "سبوتنيك"، اليوم السبت، أن الفصول الثلاثة كانت تتعلق بفصل الفيضان الذي كانت تفيض فيه مياه النيل، وفصل الإنبات وهو موسم الزرع، وفصل الحرارة أو ما يعرف بفصل الحصاد.
وتابع البنا:
إن الباحثين دائما ما يتجهون إلى البحث عن علوم الفلك، والذهاب للأهرامات، وأنهم لم ينتبهوا لوظيفة المسلات، المنتشرة في أكثر من مكان.
قياس الزمن
وأوضح أن المسلات هي آلة لقياس الزمن، حيث كان يتم وضعها في مكان مكشوف، ويحسب ظل المسلة على محيطها بالدقيقة والساعة، وكان يحسب دوران الظل بصورة تقديرية في حالة سطوع الشمس.
وشدد البنا على أن مسألة الرصد الفلكي، وحساب الأيام والشهور كانت العملية الأسهل بالنسبة لهم.
من ناحيته، قال مجدي شاكر الباحث الأثري أن تجاهل اعتماد التاريخ الفرعوني يعد خطأ كبيرا، خاصة أنه يعد بمثابة تجاهل التاريخ المصري القديم.
أضاف شاكر في تصريحاته إلى "سبوتنيك"، اليوم السبت، أن احتساب التاريخ الفرعوني يعد حفاظا على الهوية، وأن التاريخ القديم يعود إلى ما قبل التاريخ المذكور الحالي، وأنه يعود لأكثر من 10 آلاف سنة، وهو ما سمي بالتقويم النيلي.
إلغاء شهر إضافي
وأشار إلى أن المصريين احتسبوا التاريخ مع ظهور أحد النجوم وسمي بنجم "سوبت"، الذي يحترق بعد ظهوره إثر حرارة الشمس، وعرف بتوقيت الإله "توحت"، وهو يعود إلى 4200 قبل الميلاد،
ويؤكد أن السنة كانت 13 شهرا حتى الاحتلال الإنجليزي لمصر، وأنهم ألغوا الشهر الأخير، وهو كان عبارة عن 5 أيام نظرا لتقاضي الأجر عليه كما الأشهر الأخرى، فيما قسم العام إلى ثلاثة فصول.
فصل الفيضان "آخت"... سمي الفصل الأول بـ"آخت"، وهو فصل الفيضان الذي كان يفيض فيه النيل بالمياه استعدادا لموسم الزرع.
فصل الزراعة "بيريت"... سمي فصل الزرع عند الفراعنة بـ "بيريت"، وهو الفصل الذي كانت تبدأ فيه عمليات الزراعة.
فصل الحصاد "شمو"... فصل الحصاد وهو الذي يبدأ مع موسم حصاد القمح في شهر أبريل/نيسان من كل عام.
تأريخ لحكم الفراعنة
ويشير مجدي شاكر الباحث الأثري إلى أن الابتعاد وعدم الاهتمام بالتقويم الفرعوني المرتبط بحكم الفراعنة جاء مع اعتلاء الإمبراطور الرومانى دقلديانوس للعرش عام 284 ميلادية، ونظرا لأن التقويم المصري القديم كان يستخدم في الأساس لتأريخ فترات حكم الفراعنة، فتم تصفيره في عهد دقلديانوس، فكان عام 284 ميلادي هو 1 قبطي، وهو أيضا عام 4525 بحسب التقويم المصري القديم.
ويعرف المصريون حتى يومنا أن أسماء الشهور القبطية هي "توت، بابه، هاتور، كيهك، طوبة، أمشير، برمهات، برمودة، بشنس، بؤونة، أبيب، مسري، ونسيء"، وهي مقتبسة من الشهور الفرعونية، التي هي في الأساس أسماء لآلهة عند قدماء المصريين.